باحة المسجد الحرام حيث توجد الكعبة في مكة
باحة المسجد الحرام حيث توجد الكعبة في مكة

عشرات آلاف المشاهدات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لما يبدو أنها صلاة قيام ليل أو تراويح في الحرم المكي يشارك فيها مئات آلاف الأشخاص، مع الادعاء صراحة أو تلميحا بأنه مصور حديثا خلال شهر رمضان. إلا أن الادعاء غير صحيح، والفيديو مصور عام 2019.

ويظهر في الفيديو المصور من الجو صفوف من عشرات آلاف المصلين في باحة الحرم المكي. وجاء في التعليق المرافق "مشهد مهيب للحرم المكي الليلة الماضية، لم نشاهده من أعوام عدة".

 

وبدأ انتشار الفيديو غداة إعلان السعودية في التاسع من مارس أنها ستسمح لمليون مسلم بأداء فريضة الحج هذا العام من داخل المملكة وخارجها، في زيادة ملحوظة بعدما أجبر انتشار وباء كورونا قبل عامين السلطات على تقليص عدد الحجاج بشكل كبير.

وكانت السعودية أغلقت المسجد الحرام في مارس 2020، ثم أعادت فتحه أمام الحجاج في ظل إجراءات صارمة في يوليو، قبل أن تسمح بعد ثلاثة أشهر لعموم المسلمين بالصلاة فيه إنما بطاقة استيعابية محدودة وبتباعد أثناء الصلوات.

إلا أن الفيديو قديم ولا علاقة له برمضان الحالي.

فقد أظهر التفتيش عبر محركات البحث أن الفيديو منشور منذ سنوات بتاريخ يونيو 2019، وتظهر عليه علامة باسم "ياسر بخش"، ما يوحي بأنه هو مصوره.

وبالفعل، تمكن صحافيو خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس من العثور على الفيديو منشورا على حساب ياسر بخش في موقع تويتر بشهر يونيو 2019.

وياسر الذي يعرّف عن نفسه بأنه مصور فوتوغرافي ومصور الدوري السعودي للمحترفين، معروف بصوره وفيديوهاته التي يلتقطها من الجو للحرم المكي.

لقطة من فيديو لمحاكمة صورية جرت في جامعة ليبية - فيسبوك
لقطة من فيديو لمحاكمة صورية جرت في جامعة ليبية - فيسبوك

آلاف المشاركات حصدها فيديو زعم ناشروه أنّه يظهر شاباً ليبياً حاول إطلاق النار داخل قاعة محكمة على متّهم بقتل شقيقه. 

إلا أنّ الفيديو ليس مشهداً حقيقياً بل تمثيلياً عُرض في جامعة ليبيّة ضمن مسابقة "المحكمة الصوَريّة"K القائمة على تمثيل مشاهد افتراضيّة قد تحصل في قاعات المحاكم.

ويظهر الفيديو رجلاً يتقدّم نحو ما يبدو أنّها خشبة مسرحٍ رافعاً صوته احتجاجاً على حكم بالبراءة بحقّ قاتل أخيه، ثمّ يرفع مسدّسه ويركض نحو المنصّة.

 

وجاء في التعليق المرافق للفيديو أنّ الرجل انتقم بنفسه ممن قتل شقيقه الوحيد بعد أن برّأته المحكمة، وكُتب أنّه مصوّر في ليبيا بتاريخ 16 مارس 2024.

وحظي المشهد بآلاف المشاركات من صفحات عدّة في مواقع التواصل.

 

لقطة من فيديو محكمة صورية

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخة أقدم وأوضح منه منشورة في حسابٍ على موقع تيك توك، قبل قرابة سنة.

وجاء في التعليق المرافق وسوم عدّة مثل "كلية القانون، محكمة صورية، ليبيا، الزاوية".

ويتوافق ذلك مع ما جاء في عدد من تعليقات المستخدمين التي أشارت إلى أنّ المشهد يعود لـ"محكمة صوريّة في كليّة القانون".